مدير روساتوم: الضبعة من أكبر المشروعات عالميًا.. وهذه خططنا للجزائر وأفريقيا (حوار)

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كشف نائب الرئيس الإقليمي لشركة شركة روساتوم الروسية، مدير مكتب الشركة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ألكسندر فورونكوف، تطورات جديدة تتعلق بخطط مشروعات الشركة في المنطقة.

وتناول، خلال مقابلة حصرية مع منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، المستجدات التي طرأت على أبرز المشروعات الإقليمية للشركة "مشروع محطة الضبعة المصرية"، والموعد المحتمل للتشغيل، وتسليم الوقود النووي.

وتطرَّق فورونكوف إلى برامج التعاون مع الجزائر والمغرب ودول أفريقية وعربية أخرى، بالإضافة إلى خطط تأمين اليورانيوم في ظل مستجدات السوق العالمية.

وشدد على التزام الشركة بتلبية متطلبات عملائها، خاصة أنها لا تخضع لعقوبات غربية طالت قطاعات روسية أخرى في مجال الطاقة.

ويبدو أن الشركة تحمل في جعبتها الكثير من الخطط التوسعية في المنطقة -بجانب الأنشطة النووية-، إذ تشارك روساتوم بصناعات متجددة أخرى في جنوب أفريقيا، حسب تفاصيل المقابلة مع ألكسندر فورونكوف.

بداية.. نودّ التعرف على تطورات محطة الضبعة النووية في مصر؟

تشهد أعمال البناء في محطة الضبعة تقدمًا ناجحًا حسب الجدول الزمني المتفق عليه للتعاقد.

ودخلت وحدات الكهرباء الـ4 في مرحلة البناء الرئيسة، واحتفلنا بهذه الخطوات خلال مراسم صب "الخرسانة الأولى" في وحدة الكهرباء الرابعة، يوم 23 يناير/كانون الثاني 2024.

ومؤخرًا، حققنا معلمًا مهمًا في مشروع بناء محطة الضبعة للطاقة النووية، إذ انتهينا من تركيب الطبقة الأولى لغلاف الاحتواء الداخلي لوحدة الكهرباء الأولى.

ويمثّل ذلك خطوة مهمة باتجاه بناء محطة الطاقة النووية الأكثر أمانًا، خاصة بعدما أدى تركيب الطبقة الأولى من غلاف الاحتواء الداخلي إلى أن يصبح جسم المفاعل أطول بما يزيد على 14 مترًا.

مدير شركة روساتوم الروسية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ألكسندر فورونكوف
جانب من عمليات صب الخرسانة في وحدات محطة الضبعة النووية - الصورة من موقع الشركة الروسية

وهناك تقدم ملحوظ أيضًا في مباني جزيرة التوربينات، ويشارك مقاولون من كوريا الجنوبية (كيه إتش إن بي KHNP، ودوسان Doosan) في تطوير العمل بوحدة الكهرباء الأولى.

وبالإضافة إلى ذلك، بدأت أعمال صب الخرسانة للّوح الأساس لمبنى التوربينات في وحدة الكهرباء الثانية، قبل الموعد المحدد.

وحاليًا، تجري أعمال تحضيرية بصورة نشطة في وحدة الكهرباء الثالثة للحدث الرئيس خلال العام الجاري 2024 "تركيب مصيدة قلب المفاعل".

وبدأ العمل على تعزيز لوح الأساس، وتثبيت الأجزاء المدمجة لـ"مصيدة النواة".

ومتى تبدأ روساتوم تسليم الوقود النووي لمحطة الضبعة؟

سيُرَتَّب التحميل الأولي للوقود النووي للوحدة الأولى حال جاهزية الموقع لاستقبال وتخزين الوقود، وبعد بدء تشغيل كل وحدة كهرباء، ستُزَوَّد بدفعة من الوقود الجديد، لإعادة تحميلها كل عام.

وفق هذه التطورات.. هل تتوقع روساتوم تشغيل المحطة بحلول عام 2028؟

وفقًا لجدول أعمال المشروع المتفق عليه من قبل الفريق الروسي-المصري، نخطط لإكمال المشروع وتشغيل وحدات الكهرباء الـ4 بحلول عام 2030.

بالإضافة إلى محطة الضبعة المصرية.. ما هي مشروعاتكم المقبلة في أفريقيا؟

خلال السنوات الأخيرة، وسّعت روساتوم حضورها في أفريقيا بشكل كبير، وفي حين توجد الشركة من خلال مكتبها الإقليمي في جنوب أفريقيا لما يزيد عن 10 سنوات، وقعّت شركة الطاقة النووية الحكومية الروسية مذكرات تفاهم عدّة مع دول أفريقية.

وشمل ذلك خلال العام الجاري: جمهورية الكونغو، ومالي، وغينيا، وبوركينا فاسو، ورواندا، بالإضافة إلى اتفاقيات وُقِّعت مع بوروندي العام الماضي.

وتغطي هذه الاتفاقيات نطاقًا واسعًا من التعاون، بما في ذلك استعمال الطاقة النووية في التطبيقات المدنية، وتطوير البنية التحتية النووية، وتدريب الموظفين، وتطوير وحدات الكهرباء العائمة، والتواصل العام بشأن الطاقة النووية.

وتهدف هذه المذكرات إلى مساعدة الدول في تطوير قدرات الطاقة النووية، وضمان حلول الطاقة الآمنة والمستدامة.

مدير شركة روساتوم الروسية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ألكسندر فورونكوف
مدير شركة روساتوم الروسية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ألكسندر فورونكوف

هل يمتد هذا التعاون إلى تأمين إمدادات اليورانيوم؟

بالإضافة إلى الاتفاقيات السابق ذكرها، تشارك روساتوم بنشاط في مشروعات تعدين اليورانيوم في أنحاء أفريقيا كافة.

ونحن نتحدث عن تطوير أكبر المكامن، وإنشاء شركات تعدين اليورانيوم في ناميبيا وتنزانيا.

ويشكّل تنفيذ هذه المشروعات أهمية استراتيجية لسوق اليورانيوم العالمية، ومن المؤكد أنها ستصبح القوة الدافعة وراء نمو المؤشرات الاقتصادية وتحسين رفاهية المناطق التي تعمل فيها روساتوم.

ونظرًا لحجم ونطاق ومدة المشروعات، فإننا نعدّها -أولًا وقبل كل شيء- خطوة كبيرة نحو تعزيز وتطوير التعاون طويل الأجل، القائم على الاحترام المتبادل للمصالح الوطنية لبلداننا.

وماذا عن خطط ومشروعات روساتوم في الشرق الأوسط؟

بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، لدينا عقود من التعاون الناجح مع شركائنا في مجال الطاقة النووية وأكثر من ذلك.

وتاريخيًا، كانت روسيا أول دولة تدعم البنية التحتية الوطنية والبرامج الصناعية المهمة بالمنطقة، في المرحلة الأولية من التطوير، بدءًا من بناء محطات الطاقة الكهرومائية، وتدريب الموظفين، وصولًا إلى أول مفاعلات بحثية وتطوير البنية التحتية النووية.

وما تزال كفاءات روساتوم -شركة رائدة عالميًا في سوق التكنولوجيا النووية- مطلوبة حتى اليوم.

ولدينا اتفاقيات تعاون في مجال الاستعمال السلمي للطاقة النووية بأشكال مختلفة مع 16 دولة في المنطقة، منها: الجزائر وتونس والسودان والمغرب، وغيرها.

وعلى وجه الخصوص، في الإمارات العربية المتحدة، تزوّد روساتوم مشروع محطة براكة للطاقة النووية بمنتجات اليورانيوم المخصب.

وفي مصر وتركيا، ننفّذ اثنين من أكبر مشروعات بناء محطات الطاقة النووية في العالم على أساس "تسليم المفتاح"، والمشروعان هما: محطة الضبعة للطاقة النووية ومحطة أكويو للطاقة النووية، على التوالي.

* في مارس 2024، وقّعت روساتوم مذكرة تفاهم مع وزير الطاقة الجزائري لدعم البرنامج النووي الجزائري، ما هي الخطوط العريضة لهذا الدعم، وهل هناك جدول زمني للتنفيذ؟

بالنسبة لآفاق التعاون مع الجزائر، نحن نناقش خيارات مختلفة للتعاون، وعلى وجه الخصوص، في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، وقّعنا مذكرة مع الجانب الجزائري تهدف إلى إنشاء مركز للطب النووي والعمل المشترك في هذا المجال.

وفي مارس/آذار من العام الجاري، وقّعنا خريطة طريق للتعاون مع شركائنا من وزارة الطاقة والتعدين الجزائرية.

وتنص خريطة الطريق -على هامش منتدى أتوم إكسبو الدولي- على مزيد من العمل المشترك للأطراف حتى عام 2025، في مجموعة واسعة من المجالات، مثل: الطاقة النووية ومفاعلات الأبحاث والتعاون في مجال دورة الوقود النووي.

هل تنفذ روساتوم أول محطة طاقة نووية في الجزائر؟
جانب من لقاء وزير الطاقة الجزائري مع مدير عام شركة روساتوم الروسية

ونرحّب برغبة الجزائر في تطوير الصناعة النووية، إذ تسمح التقنيات النووية -ليس فقط- بالإسهام في حل المشكلات المتعلقة بالطاقة والاقتصاد والمشكلات الاجتماعية الملحّة، بل وأيضًا تسهم باتخاذ خطوة هائلة في تطوير العلوم والإمكانات البشرية وضمان السيادة التكنولوجية للبلاد.

أنا على ثقة من أن شراكتنا طويلة الأمد، واستعمال حلول روساتوم الفريدة من نوعها، ستوفر الأساس للتنمية عالية الجودة للجزائر في المجال النووي.

إن شركة روساتوم منفتحة على التعاون مع دول المنطقة كافة، وهي مستعدة لتقديم خبراتها الشاملة ودعمها في جميع مجالات تطوير الطاقة الوطنية.

وبناءً على تجربتنا الخاصة، يمكننا أن نقول بثقة، إن الاستعمال طويل الأمد للطاقة النووية يخلق فرصًا لتحسين نوعية الحياة، ومستوى تطور العلوم والتعليم.

* هل يمكننا أن نتوقع مشروع محطة نووية جديدة بين روساتوم وجنوب أفريقيا؟

كما ذكرْت، المكتب الإقليمي لشركة روساتوم يوجد في القارة الأفريقية منذ عام 2010، ويقع في كيب تاون.

ويتعاون المكتب التمثيلي بنشاط مع جنوب أفريقيا، ويشارك في أعمال تعزيز الشراكة على المدى الطويل.

وبصرف النظر عن التعاون في مجال هندسة الطاقة النووية، فإن بعض المفاوضات فيما يتعلق بهندسة طاقة الرياح وأنظمة تخزين الطاقة ما تزال جارية.

فجنوب أفريقيا تتمتع بتاريخ طويل في تطوير الطاقة النووية الخاصة بها، إذ نجحت البلاد في تشغيل محطة كويبيرغ للطاقة النووية بأمان لمدة 40 عامًا تقريبًا، ولديها مفاعل بحثي SAFARI-1.

وتملك جنوب أفريقيا جميع الأطر القانونية والتنظيمية للمضي قدمًا في بناء محطة طاقة نووية جديدة.

وفي عام 2023، أعلنت حكومة جنوب أفريقيا هدفًا جديدًا "بناء محطات طاقة نووية جديدة" لتوليد المزيد من الكهرباء، على خلفية أزمة الطاقة وانقطاع التيار الكهربائي المنتظم في البلاد.

وأبدت شركة روساتوم استعدادها للمشاركة بمناقصة لبناء محطة طاقة نووية جديدة في جنوب أفريقيا، بناءً على طلب الزملاء في جنوب أفريقيا.

روساتوم تكشف تقنية معالجة الوقود النووي

هل هناك قيود على مستوى العالم لتأمين اليورانيوم بعد حرب أوكرانيا؟

لا تخضع شركة روساتوم الحكومية -حاليًا- لعقوبات، وتستمر في الوفاء الكامل بالتزاماتها تجاه الشركاء والعملاء في أكثر من 50 دولة حول العالم.

ومع ذلك، مع بداية ضغوط العقوبات، ظهرت صعوبات لوجستية واضحة، ولكن مع تطوير طرق تجارية جديدة، يُتَغلَّب عليها.

وتملك روساتوم الموارد الكافية والمرونة التنظيمية اللازمة للتكيف مع ظروف العمل الجديدة.

وتحوز شركات الطاقة النووية الروسية أحدث قاعدة إنتاجية وتكنولوجية، إذ تجري موازنة أنشطتها عبر دورة الوقود النووي بأكملها.

وتؤدي إستراتيجية روساتوم للريادة التكنولوجية العالمية إلى نتائج مهمة في تعزيز التعاون مع الدول الأجنبية المهتمة بتطوير توليد الطاقة النووية، ضمن نهج عملي ومتوازن.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن أولويتنا هي تلبية الطلب المتزايد على منتجات اليورانيوم في الصناعة النووية الروسية.

ومن المتوقع أن ترتفع حصة توليد الطاقة النووية بمزيج الطاقة في روسيا الاتحادية، من 20% حاليًا إلى 25% بحلول عام 2045.

وتحافظ شركة روساتوم على مكانتها القوية بصفتها شركة رائدة عالميًا في مجال التقنيات النووية، وستواصل تطوير العلاقات مع الشركاء الأجانب المهتمين بالتعاون طويل الأمد.

من هو مدير شركة روساتوم الروسية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؟

ألكسندر فورونكوف هو نائب الرئيس الإقليمي لشركة روساتوم الروسية، ومدير مكتب الشركة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منذ يناير/كانون الثاني عام 2016.

يتمتع فورونكوف بخبرة واسعة في مجال الإدارة، لا سيما في العلاقات الدولية وتطوير الأعمال.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق