تشهد العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل توتراً متزايداً بسبب التطورات في لبنان، حيث يبرز صراع سياسي بين الجانبين بشأن إدارة الصراع في الشرق الأوسط.
وأفادت تقارير بأن إسرائيل تجاهلت بشكل كبير التوصيات الأمريكية خلال العملية العسكرية الأخيرة في جنوب لبنان، حيث زعمت إدارة بايدن أنها نجحت في إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتقييد توغله البري ليكون محدوداً بدلاً من غزو كامل.
إلا أن الولايات المتحدة وجدت نفسها تضطر إلى مراجعة مواقفها والتساهل مع بعض القرارات الإسرائيلية التي وصفتها سابقاً بأنها "متهورة".
وتباينت وجهات النظر بين المسؤولين الأمريكيين حول استهداف حزب الله في جنوب لبنان، حيث يرى البعض أن توجيه ضربة كبيرة للحزب دون إشعال صراع إقليمي قد يعتبر نجاحاً، في حين يركز آخرون على المخاطر المحتملة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، إن واشنطن تدعم وقف إطلاق النار، لكنها تدرك أيضاً أن "الضغط العسكري يمكن أن يمكّن الدبلوماسية في بعض الأحيان، لكنه قد يؤدي أيضاً إلى سوء تقدير وعواقب غير مقصودة".
ورغم هذه الجهود، تشير الأحداث الأخيرة إلى أن إدارة بايدن تواجه صعوبة في التأثير على إسرائيل. ريتشارد هاس، الرئيس الفخري لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي،
صرح بأن تأثير واشنطن على إسرائيل "ضئيل"، مضيفاً أن "إسرائيل تصرفت بشكل أحادي الجانب دون تنسيق مسبق مع الولايات المتحدة".
وفي حين نجحت الجهود الأمريكية في حشد تحالف دولي لدعم وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، تجاهلت إسرائيل هذه المحاولات واستمرت في التصعيد العسكري.
وأبدى كبار المسؤولين الأمريكيين قلقهم من أن غزواً إسرائيلياً للبنان قد يؤدي إلى نتائج عكسية، بما في ذلك تعزيز الدعم السياسي لحزب الله وزيادة التورط الإيراني.
ويبقى السؤال حول مدى ضعف النفوذ الأمريكي على إسرائيل قائماً، حيث أظهرت الفجوة المتزايدة بين رغبات الولايات المتحدة وتحركات إسرائيل تحديات كبيرة أمام إدارة بايدن في إدارة الصراع في لبنان والمنطقة.
0 تعليق