هل يجوز التجسس على الزوج الخائن؟ فلا يجوز للزوجة التجسس على زوجها وتتبع عوراته، ولا التنصت عليه عبر أجهزة الصوت، قال تعالى:« وَلَا تَجَسَّسُوا»، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فيما رواه البخاري ومسلم: «لا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تباغضوا وكونوا إخوانا»، فحذر الشرع من تجسس المرأة على زوجها والرجل على زوجته عبر تفتيش الأجهزة محرم شرعاً "ولا تجسسوا" ناهيكم عن آثاره النفسية والاجتماعية السيئة، فبيوت تهدم، وأسر تشتت، وآمال تُحطّم، نتائج تصرفات حمقاء رعناء عبر وساوس شيطانية .
حكم التجسس على الزوج الخائن
أجاب الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية عن سؤال متصلة حول: "أنا أم لثلاث بنات وزوجي مغترب، في البداية كنت أسافر إليه، لكن بعد فترة انقطعت عنه، عندما عاد، اكتشفت أنه في علاقات سيئة واجهته، لكنه قال لي: 'أنتِ اللي ليكي عندي أكلك وشربك، وما فيش أكتر من كده'. أنا محتارة جدًا، مش عارفة أتصرف إزاي، هل في مشكلة لو تجسست عليه شوية علشان أعرف هو بيعمل إيه أو بيكلم مين؟ أنا عايزة أعرف هل ده حرام أو لأ، وأنتَ تشير عليَّ إزاي في الموقف ده؟".
التجسس محرم والشرع الشريف نهى عنه
وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية: التجسس محرم والشرع الشريف نهى عنه في قوله تعالى: (ولا تجسسوا)، وذلك حتى لا يصل الإنسان إلى حالة التردد والحيرة".
وتابع: "الشرع يمنع التجسس لأنه يؤدي إلى هذه الحالة السيئة، لكن على الرغم من ذلك، استطاعت أن تعرف أن زوجها غير مخلص، أحيانًا تكون الأمور الخفية عن الإنسان تثير قلقه، وعندما تظهر المشاكل، تصبح الأمور أكثر تعقيدًا".
البحث عن الحلول بعيداً عن التجسس
وأضاف: "نحن نواجه مشاكل في الحياة، لكن يجب أن نحاول تجاوزها والبحث عن حلول، إذا بدأنا في التجسس أو تتبع الأخبار، فما الذي حصل؟ هل زادت الأمور تعقيدًا؟ بالتأكيد، التجسس لا يحل المشاكل، بل يزيد منها، إذا لم نستطع حل المشكلة بأنفسنا، يمكننا إدخال أهل الخير والصلاح، ونناقش الأمر مع الزوج، قد يكون هناك حل، وإذا لم يكن هناك حل، فعليها أن تصبر وتدعو الله أن يصلح حالها أو أن تفكر في الانفصال إذا ساءت الأمور".
أوضحت دار الإفتاء، أن سوء الظن يُكدر العلاقة بين الزوجين، وتتبع العورات واختلال الثقة بينهما مناف للحكمة والقيمة الأخلاقية والاجتماعية التي قصد الشرع الشريف إقامة الحياة الزوجية عليها، وما يعتري بعض الأزواج من حالات الغيرة الزائدة والشك المفرط وقلة الثقة في شريك الحياة دون مبرر حقيقي لذلك، مما يدفعه إلى التجسس على المكالمات الهاتفية للطرف الآخر، أو التفتيش في مراسلاته ومحادثاته الإلكترونية وأجهزة الاتصال الخاصة به، يُعد سلوكًا عدوانيًّا سيئًا بين الزوجين، وتعديًا وانتهاكًا للحرمات، ومسلكًا للشيطان للتفريق بينهما.
حكم تجسس الزوج على زوجته
أضافت دار الإفتاء خلال الرد على سؤال نصه: ما حكم الدين في تجسس الزوج على زوجته أو العكس عن طريق وسائل الاتصال الحديثة؟ أن تجسسَ أحد الزوجين على الآخر أو تتبع عوراته حرام شرعًا، وأن الواجب على كل منهما رعاية حق الآخر وإحسان الظن به والتعاون على البر والتقوى، ومن ثارت في نفسه شكوك تجاه الآخر فعليه مصارحته بقصد الإصلاح والنصح والتذكير بحق المعاشرة بالمعروف التي أمر اللهُ تعالى بها.
أكدت دار الإفتاء، أن الله تعالى أنعم على عباده بنعمة الزواج، وذكرهم بها في معرض الامتنان، وعظم من شأن رابطة الزوجية واصفًا إياها بالميثاق الغليظ، وأمر بأن تكون العشرة فيها بالمعروف، مما يقتضي مبادلة الثقة وحسن الظن؛ فهذا مما يحصل به السكن والمودة والرحمة بين الزوجين، ولا تسير تلك العلاقة على نسق صحيح إلا بتخلق كلا الزوجين بالسماحة وغض الطرف عن الهفوات.
تجسس أحد الزوجين على الآخر سلوك منهي عنه
وأشارت دار الإفتاء إلى أن تجسس أحد الزوجين على الآخر سلوك يشتمل على عددٍ من المنهيات والمحظورات الشرعية المفروضةِ صيانةً لشئون الناس وأحوالهم وأسرارهم؛ فمنها: سوء الظن، ومعناه: التهمة والتَّخَوُّنُ لهم في غير محله، وهو على هذا النحو محرمٌ شرعًا، ومنها كذلك: تتبع عورات الناس ومعائبهم بالبحث عنها والخوض فيها.
وتابعت: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حذر من التجسس وما يكدر العلاقة الطيبة بين الناس ويجلب الكراهية والبغضاء، والأحاديث في ذلك كثيرة؛ منها حديث أبي هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ؛ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلَا تَحَسَّسُوا، وَلَا تَجَسَّسُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا» متفقٌ عليه، ولا يقتصر التجسس على البحث عن العورات والمعائب فقط، بل يشمل النظر فيما يخص المسلم من مكتوب أو نحوه؛ روى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ نَظَرَ في كِتَابِ أَخِيهِ بِغَيْرِ إِذْنِهِ فَإِنَّمَا يَنْظُرُ في النَّارِ» رواه أبو داود.
تتبع العورات حرام شرعا
وأفادت بأنه بناءً على ما سبق: فإن تجسسَ أحد الزوجين على الآخر أو تتبعَ عوراته حرامٌ شرعًا، والواجب على كلٍّ منهما رعايةُ حق الآخر وإحسانُ الظن به والتعاونُ على البر والتقوى، ومَن ثارت في نفسه شكوكٌ تجاه الآخر فعليه مصارحتُهُ بقصد الإصلاح والنصح والتذكير بحق المعاشرة بالمعروف التي أمر اللهُ تعالى بها.
0 تعليق